السلام عليكم
بالرغم من كل شيء ، بالرغم من كل شيء ، بالرغم من كل الأشياء ، بالرغم من غضبك ، بالرغم من جروحك
بالرغم من افتعالاتك ، بالرغم من ظنونك ، بالرغم من حنقك ، بالرغم
.. من كل شيء يا أمي.
لا نحترق بشوق من نحب إلا حين يغيبون عنا ، لم لا نحترق وهم حولنا حتى نطفئ لهيب لهفتنا بوجودنا لديهم و وجودهم
لدينا ، هل كان لزاما أن نتعذب بآلام ليس لها معنى أو هدف حتى تصل إلى تحقيقه..!
دعيني .. دعيني أضطرب ، دعيني أكتئب ، دعيني أضجر ، دعيني
أمـَل ، دعيني أبكي ، دعيني أشعر بالهوّة العظيمة ، والفرق
البيـّن ما بين ظل جناحك ، وقسوة زمهرير غيابك الموحش ، الموحش ، الموحش جدًا جدًا يا أمي.
لوحة المفاتيح لم تعد تطبع الحروف..!
هل تعلمين لماذا يا حبيبـتي؟ ، بسبب دموعي المسكينة التي
لم تجد من يكتنف انسكابها ويغمرها بالعذوبة بدلاً من الأجاج الذي دومــًا ما تكون متصفة ً بطابعه ....... وعطشه المؤلم ، المنهك ، الغريب ، الأخير ..!
أمي ، كوني لدي ، كوني لدي ، كوني لدي ، ولا تكوني بعيدة ، يا أيتها الحبيبة.
أمي ، صدري أصبحت ملابسي لا تـقدر على لمّه تحت
سترها ، كأن الهم أصبح شيئا له جرم وله وجود وله حيز ..!
أجزم أنك كنت ِ أمانـًا بالرغم من وحشة الأيام ، كنت
ملذة ، وكنت عبقــًا لا أرتاح كل صباح إلا حين أشتم رائحة عبيره ، يا أيتها التي لا يكبرك ولا يسد رمق فقداني ، كلماتي أو عـِظم
الألم الذي ينهش مشاعري نهش أنياب لبؤة لفريسة تحاول
الهروب بكل ما أوتيت من رغبة في الحياة ، وهي ما بين أسد ٍ يهددّ بأكل الصغار وعـِظم المــُصاب.
أمي .....
عذرًا .. فلتكملوا أنتم